إلى الرئيس هادي .. لماذا تخليتم وإلى متى صمتكم؟
عدن توداي
يطوي الوطن اليوم نازفا أكثر من العامين منذ أن تواريتم عن المشهد السياسي وتخليتم عن شعبكم وأهلكم دون إبداء أي مبررات أو أسباب منطقية مقنعة ومازلتم حتى اللحظة تحجمون عن مواجهة شعبكم بحقيقة لحظة شهدت انقلاب سياسي لم يأتي بجديد عن ما كان ساريا في عهدكم بل أنه زاد قضايا الوطن تعقيدا !!
ما الذي حدث في الليلة الرمضانية التي شهد سحرها ميلاد حلقة جديدة من حلقات العبث السياسي الذي يدفع ثمنه المواطن اليمني في الشمال والجنوب والشرق والغرب ، ما الذي عجزتم عن تحقيقة في مضمار معركة استعادة الدولة ودحر الانقلاب لتكون عملية استبعادكم هي الحل الوحيد أمام الرُعاة وهل اقتحم من جاءوا به بعدكم هذه العقبة؟؟
كأحد الشهود على انقلاب مشاورات الرياض أستطيع التأكيد لسيادتكم وللتاريخ على أننا وجميع الحضور قد تفاجأنا بقرار استبعادكم وارغامكم على التفويض الممهور بعبارة( دون رجعة) تلك العبارة التي ظن المنقلبون أنها تمثل ضمان لاضفاء الشرعية على انقلابهم ولو بعد حين فكانت الدليل الساطع على أنكم لم تفوضوا ولكنكم أُرغمتم على ذلك التفويض الفاقد للشرعية !!
كانت أجواء القاعة التي تحتضن أغلب محافظي المحافظات اليمنية ووكلاء تلك المحافظات وممثلي بعض المكونات السياسية اليمنية والمليشيات الإقليمية المسلحة المُنتقاة بعناية لحضور وليمة المشاورات والتي تحمل عنوان (اللجنة العسكرية والأمنية ومكافحة المخدرات) تعاني ما تعانيه القاعات المجاورة لها وتوحي للداخل إليها بأنه امام مسرحية تعاني ركاكة الإخراج وضعف الأداء وأن الحضور هم أقرب إلى الضيوف منهم إلى أصحاب القضية !
عندما تلقيت دعوة الحضور تفاءلت وكنت أظن أننا أمام صحوة إقليمية حقيقية تهدف إلى إنهاء مأساة أهلنا ووطننا ولكن أجواء المشاورات وسير الأمور والأحداث التي تخللتها والإشراف على إدارتها واخيرا النتائج التي أفضت إليها أكدت هزلية تلك المشاورات وأثبتت أن كثير من الظن في السياسة إثم!!
كان الرُعاة الخليجيون في مجلس التعاون الخليجي قد استلموا التوجيهات بالنتائج ولهذا كانت المسرحية هزيلة وكانت البطولة مطلقة للطرف الإقليمي الذي يظهر أن تعنتكم سيادة الرئيس ورفضكم ومواجهتكم لرغبات بعض أطرافه الماسة بالسيادة الوطنية وبمعيشة الناس قد جعلتكم في موقف العائق الذي يجب إزاحته فكان التفويض وكان مجلس الصمت على أجتزاء الأرض والسيادة والكرامة الوطنية!!
بعد أكثر من عامين على الانقلاب ضد سيادتكم وضد الشرعية مابرح المتابع الأجنبي والمحلي يتساءل : ما الذي حدث في تلك الليلة وما الجديد الذي أضفاه مجلس الانقلاب على مستوى معيشة الناس وامنهم واستقرارهم وعلى سير معركة استعادة الدولة ومؤسساتها وهل كانت دوافع الانقلاب ضدكم وطنية أم أنها عبارة عن مزيج من شهوة إقليمية غير بريئة تزاوجت مع مناطقية وقروية وفئوية وحزبية محلية؟
مازال الشعب في اليمن عامة جنوبا وشمالا ينتظر خروجكم بخطاب أو تصريح يفسر ماحدث في ليلة بيان التفويض الانقلابي في الرياض ويحدد موقفكم ك رئيس شرعي تجاه ما لحق بشعبكم من ويلات جراء هذا الانقلاب الذي أفضى إلى انتزاع السلطة من الشرعية وتسليمها لمليشيات وعصابات مسلحة غير شرعية وموالية لاطراف وجهات غير وطنية !!
وختاما يجب ان تدركوا سيادة الرئيس أن عدم خروجكم وايضاح موقفكم لشعبكم لا يضع قائدة التحالف(السعودية) في موضع المعتدية والمتجاوزة لبنود والتزامات البند السابع فقط ولكنه أيضا يضع سيادتكم في موضع الشك والريبة ويعرضكم للمساءلة الوطنية من قبل الشعب ويضعكم في صفحة التاريخ غير المشرفة وقد يضعكم في مواجهة تُهم التفريط والإخلال بالأمانة والخيانة العظمى اليوم أو غدا ، وتبقى دعوتنا لسيادتكم بمتابعة المشهد غير المستقر والمهزوز الذي افرزه الانقلاب وقراءة وقائعه لتستطيعوا الإجابة على سؤال هام آخر وهو : هل أحسنتم ذات يوم اختيار رجالكم أم لا ؟
سننتظر بيانكم وهذا ما يفرضه علينا واجبنا الوطني وكذلك يفرضه التزامكم بالقسم الذي اقسمتموه ذات يوم !
عبدالكريم سالم السعدي
رئيس تجمع القوى المدنية الجنوبية
عضو القيادة العليا للحراك الجنوبي السلمي
18 أبريل 2024م
