الناصر… حين يصمت الجميع ويتكلم الفعل

ارسلان منصور
في أوقات الشدة تُعرف معادن الرجال وفي لحظات الغياب الرسمي يتقدم من يحملون الوطن في قلوبهم لا في خطاباتهم. هكذا كان اللواء ناصر عبدربه منصور هادي رجل المرحلة وصوت أبين الذي لم يخفت يومًا.
حين طال التهميش محافظة أبين وأصبحت خارج حسابات التنمية والاهتمام لم يتردد الناصر في اتخاذ موقف يليق بمسؤول يُدرك أن خدمة الوطن لا تحتاج إلى ضوء إعلام ولا انتظار أوامر. فكانت مبادرته بتكفله بالمرحلة الأولى من سفلتة الخط الدولي عملًا وطنيًا بامتياز يخدم ليس فقط أبناء أبين بل كل اليمنيين العابرين لهذا الشريان الحيوي.
المشروع ليس مجرد طريق يُمهد بل رسالة تُكتب بالإسفلت أن في هذا الوطن رجالًا لا يخذلونه حتى وإن خذله البعض. رجال لا يلتفتون إلى الحواجز بل يصنعون الفُرص حين تنعدم الإمكانيات.
ما فعله اللواء ناصر هو تكريسٌ لمعنى القيادة بالقدوة والموقف العملي الصادق الذي يعلي من قيمة المسؤولية في أبهى صورها. وكم نحن بحاجة إلى مثل هذه النماذج التي تزرع الأمل في أرضٍ أرهقتها الجراح وتُعيد الثقة بأن في اليمن رجالًا ما زالوا يحملون الحلم ويصونون الوفاء.
فلنمنح هذا الموقف ما يستحق من التقدير لا بالكلمات فحسب بل بالاصطفاف حول كل من يختار أن يكون جزءًا من الحل لا مجرد شاهد على الأزمة.